ما أبعد السماء عن نباح الكلاب

كتب بواسطة: محمد بن طلحة الدكالي نشر بتاريخ: السبت، 23 تشرين1/أكتوير 2021 18:28

في الوقت الذي تعاني فيه جارتنا الجزائر من أزمة مركبة بشكل خنق اقتصاد البلاد الذي يعاني من تبعية مفرطة لعائدات المحروقات؛ إذ تشكل 93 في المائة من مداخيل البلاد من النقد الأجنبي، وفي ظل ضغط الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي اضطرت حكومة عبد العزيز جراد إلى تقليص الإنفاق الحكومي بواقع خمسين في المائة، وتجميد عدد من المشاريع، حيث إن هناك عجزا تاريخيا في الموازنة العامة فاق 22 مليار دولار، وسط علامات استفهام حول السبل والبدائل التي ستواجه بها الحكومة الجزائرية هذه الوضعية البئيسة، حيث يطرق الاقتصاد الجزائري أبواب المنطقة الحمراء، بعد أن كشف صندوق النقد الدولي أرقاما صادمة، حيث أكد أن درجة الخطورة بلغت ذروتها في ضوء تراجع صادرات النفط بنسبة 41 في المائة عام 2020، مما خنق اقتصاد البلاد وجعلها تعيش أزمة اقتصادية، نتج عنها ارتفاع مخيف للعاطلين عن العمل وغلاء في الأسعار وندرة حتى في أبسط المنتوجات الاستهلاكية، مما جعل الشعب الجزائري الشقيق يعيش الجوع والحرمان، مما حرك القوى الحية والجماهير المقهورة لتقوم بحراك شعبي يطالب بالتغيير الديمقراطي وبالحق في دولة مدنية تستند إلى المؤسسات، وتقطع مع حكم عصابة الجنرالات التي أوصلت الجزائر الشقيقة إلى الحضيض…

قلت في ظل كل هذا، كنا ننتظر من قناة عمومية جزائرية رسمية تدعى الشروق ممولة من جيوب دافعي الضرائب الجزائريين، أن تتناول بالتشريح هاته الأزمة الخانقة، وتبحث سبل الخروج منها وعن المسببات التي أوصلت جيراننا الأشقاء إلى هاته الكارثة، حيث يتم هدر مال الشعب الجزائري الشقيق بلا حسيب ولا رقيب… لأننا نجد أن أزيد من 500 مليار دولار قد تبخرت وراء حلم مرضي توسعي، ومليارات الدولارات التي أنفقت على سلاح الخردة الذي حتى في استعراضاتهم المسرحية والبهلوانية يستعينون بخبراء أجانب لتشغيله…!! ياه كم أنتم تافهون أيها الصغار… ياه كم أصبحتم مسخرة يا من تتوهمون أنكم الأنف الذي لا يضعف ولا يلين… فلتستعينوا بخبراء في التسيير والتدبير لعلكم تفلحون… لقد جيشتم أشباه إعلاميين من أجل تضليل الرأي العام الوطني والدولي وتصدير الأزمة وايهام الشعب الجزائري المغلوب على أمره بأن هناك عدوا خارجيا يتربص بكم… الإعلام رسالة وقضية ومبدأ وأخلاق، أما قنواتكم الفضائحية فهي تنهل من قاموس حقير لا يليق بشعب أبي تجمعنا معه روابط شتى.

لقد كان بإمكان القناة المسماة الشروق، التي فضلت أسلوب المسخرة، أن تكون جريئة في طرحها لبعض المواقف المضحكة والمبكية في نفس الآن، كأن تستضيف أحد ولاة نعمتها من الجنرالات وتستفسره عن تأثير نقص الحليب والخبز على الأجيال الصاعدة، وكيف يؤثر نقص الكالسيوم الموجود في بعض المنتجات النادرة في السوق على أدمغة صانعي القرار الجزائري… أما وأن تتجرأ على شخص الملك الذي يحظى بالتقدير والاحترام، وتتطاول على ثوابت ومقدسات المملكة المغربية التي تجر وراءها خمسة عشر قرنا من الحضارة والتاريخ، لعمري أن ذاك يبين مدى الخبث والحقارة والدناءة التي يتسم بها الخط التحريري لهذه القناة. إن المغرب القوي بثوابته وتاريخه أقوى مما تتوهمون، وبرنامج تافه لن يوصلكم إلى ما تطمحون… لن تنال منا هلوساتكم وشطحاتكم لأنه وببساطة ما أبعد السماء عن نباح الكلاب…

أضف تعليق

أخر المقالات

فشل سياسة «شراء الذمم».. أمريكا...

لطالما بذلت المملكة العربية السعودية جهودا كبيرة في محاولة للتغطية على جرائمها وانتهاكاتها في اليمن؛...