منذ عهد المماليك ومحمد علي.. الخيول المصرية رائدة سباقات الجمال وتحسين الأنسال في العالم
كتب بواسطة: أدهم السيد نشر بتاريخ: السبت، 23 تشرين1/أكتوير 2021 18:20تتفاخر مصر بكنوز عديدة من التراث الذي اكتسبته طوال تاريخها، ومن بين هذا التراث الخيول المصرية المعروفة في العالم بمظهرها الأخاذ وأصالتها الصافية.
وأبهر الحصان المصري، الجميع بشكله الفاتن الذي أخذه عبر سنوات طويلة في المزارع المصرية التي بدأت تاريخها مع الخيل العربية منذ عهد المماليك ومحمد علي لتسطر اسم الحصان المصري بين أجمل وأعرق الخيول العربية.
ويقول وليد مندي أحد ملاك مزارع الخيل العربية المصرية في تصريحات لـ"الشروق"، إن مسابقات الجمال تقام خصيصا للخيول العربية للحفاظ على السلالات النقية منها في ظل انتشار عمليات التهجين إذ أن الخيل العربية هي تراث يجب الحفاظ عليه، حسب قوله.
ويضيف مندي إن سباق رباب المقام في أكتوبر على أرض مزرعة رباب في شبرمنت هو سباق دولي يرعاه اتحاد الإيكاغو الدولي لمسابقات جمال الخيول.
ويقول علي شعراوي حكم دولي ومالك مزرعة للخيل المصري، إن مصر تنظم نحو 5 مسابقات جمال سنوية أبرزها مهرجان محطة الزهراء ومسابقة رباب، مضيفا أن معايير الجمال في المسابقات هي 5 معايير النوع، الرأس والرقبة، الظهر والإنسيابية، القوائم، الخطوات.
وعن بداية نشأة سلالة الخيل المصرية إنه رغم بداية السلالة الفعلية في عهد محمد علي إبان الحرب الوهابية، إلا أن اقتناء الخيول العربية كان متأصلا في مصر في عهد المماليك؛ إذ أن السلطان قلاوون كان يمتلك إحدي أكبر مجاميع الخيل العربية في زمانه.
وأضاف شعراوي أنه عقب دخول جيش محمد علي لشبه الجزيرة العربية نشأ حفيده عباس باشا الأول في جدة، وكانت له صلات وثيقة بالقبائل العربية؛ ما يسر له جلب أعداد كبيرة من الخيل العربية نقية السلالة لمصر لتكون النواة الأولى للخيل المصرية.
وأنسال الخيل المصرية المنحدرة من السلالات العربية هي: الكحيلان والحمدانية والهضبان والعبيان والسقلاوية.
ويقول طارق حمزة حكم دولي ومالك مزرعة، إن الباشاوات كانوا يحبون اقتناء الخيل العربية على غرار حسين كمال الدين باشا ومحمد علي توفيق باشا.
وفي عهد الملك فؤاد تأسست الجمعية الزراعية الملكية التي أصبحت محطة الزهراء حاليا، كما تأسست مزرعة إنشاص بالشرقية للخيل المصرية.
ويقول شعراوي إن محطة الزهراء التي تعد معقلا للخيل المصرية والمقامة في عين شمس تضم نحو 500 من الخيل المصرية الأصيلة التي يتم إنتاج السلالات منها.
وأوضح أن الحصان المصري لعب دورا بارزا في السبعينيات بتحسين سلالات الخيل الأوروبية؛ ليضيف عليها مسحة من الرقي والجمال.
أما محمد غريب أحد ملاك مزارع الخيل، قال إن هناك الكثير من مزارع الخيل المصرية المنتشرة في أوروبا، بينما تضم الولايات المتحدة الأمريكية 10 مزارع للخيل المصرية أشهرها مزرعة أمصاطة.
ويضيف غريب أن سلالات الخيل المصرية شهدت تحسنا كبيرا في السنوات السبع الأخيرة بسبب توقف عملية التصدير للخيل؛ ما أتاح بقاء الخيول النقية لتحسين الإنتاج داخل مصر.
وعن انتشار مزارع تربية الخيول المصرية داخل مصر، يقول حمزة إن هناك نحو 1800 مزرعة لتربية الخيل المصرية داخل مصر تتراوح أعداد خيل كل منها من 5 خيول لمئات الأحصنة.
وفيما يتعلق بالمشروعات المستقبلية للنهوض بالمزارع الخاصة ومحطة الزهراء الحكومية معا، يقول غريب إن مشروع مرابط مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة سيكون له دور كبير حين يجمع المزارع الخاصة ومحطة الزهراء بمكان واحد مهيأ ومجهز بأحدث التجهيزات.
وعن جمال الخيل العربي وتميزه عن سائر الخيول، أكد وليد مندي، إن الحصان العربي يمكن تمييزه من بين ملايين الخيل بعينيه البارزتين وأنفه الدقيق وجبهته العريضة، بينما يقول حمزة إن الحصان العربي لديه حضور وشموخ وذكاء فطري مميزين.
ويمكن تمييز الخيل المصرية عن سلالات الخيل العربي بقوائمها الدقيقة ورقبتها الطويلة وأذنين حادتين وقلة شعر الجسد.
وعن البطولات التي تحرزها الخيل المصرية عالميا يقول شعراوي إن حصان يدعي أدهم صقر من مزرعة الفريدة المصرية فاز بالميدالية البرونزية في بطولة العالم لجمال الخيل بباريس.
ويقول وليد إنه وبمجهود شخصي، تمكن من الفوز بميدالية ذهبية عام 2015 في بطولة دولية بالكويت، مضيفا أن حلمه رفع علم مصر عاليا في بطولة العالم المقبلة بخيل من إنتاجه.